لماذا التعجّب؟ لقد اعتادوا لسنوات على معاملة 5 نجوم (لنراكم تجرؤون على إعطاء أقل)، "خدمة كاملة" في المنزل، ماما تدور وتلفّ حولهم، بابا يُحضر كل ما ينقص...وهم؟ ما الذي تطلبونه منهم مقابل خدماتكم الممتازة؟ بربكم لتكونوا أطفالا صالحين، راضين وسعداء. هههه مضحك. لديهم فقط طلبات والمزيد المزيد المزيد من المطالب ولا يهم كم تقدموا لهم فهم ببساطة غير راضين، فهم لا يكتفون أبدا.
حسنا، عندما كانوا صغارا، كان من المنطقي أن نقوم بكل الأمور وأن نقدّم كل شيء طوال الوقت لطفل صغير، لكن الطفل اليوم أصبح/ت كبيرا/ة. وماذا بشأن المسؤوليّة؟ الاستقلاليّة؟ العمل؟ هذا ببساطة لا يحدث، والإحباط كبير، كبير جدا. لكننا سنخبركم بسر – ليس المحبطين هم الأهل فقط، كذلك الأطفال المدللون الذين لديهم الدراما الخاصة بهم. هل تريدون معرفة السبب؟ الإجابات أدناه...
يرغب الأهل بإعطاء طفلهم كل ما كان ينقصهم، فهم يعتقدون (عادة دون وعي) أن تدليل الطفل من جانبهم سوف يمنح الطفل الثقة بأن هناك من يحرسهم ويعتني بهم، وكل ما يتمناه الأهل لطفلهم المدلّل هو فقط "أن يكون سعيدا" وكأنهم يقطعون معه عهدا يقول "في هذه الحياة سوف افعل من أجلك كل شيء، ولا أريد سوى أن أراك مسرورا وسعيدا". هذا غلط.
فكروا في الأمر قليلا:
ما هو الدلال بالضبط؟
عندما نفعل (دائما) من أجل الطفل كل ما يستطيع (ومن المفروض) أن يقوم به بنفسه.
يميل الأهل بشكل طبيعي إلى حماية أطفالهم من تجارب الحياة القاسية، الصعبة أو غير المريحة، والسؤال هو كيف نفعل هذا بشكل متوازن؟
لماذا يدلّل الأهل أبناءهم؟
هناك العديد من الأسباب، ومعظمها غير مفهومة. يرغبون في إسعاد الطفل، وجعله يشعر بأنّه محبوب ومحميّ من "الحياة القاسية" في الخارج، ويأملون أن الدلال سيربي عند طفلهم الشعور بالثقة. الأطفال المدلّلون لديهم أهل مدلّلون (غير قادرين على احتواء الإحباط لدى طفلهم).
مُدلّل صغير، مشاكل صغيرة. مُدلّل كبير؟ مشاكل كبيرة!
مع تقدّم الطفل في السن تزداد مشاكل التدليل. يستطيع الأهل الاعتناء والاهتمام بالطفل المُدلّل في العديد من مجالات الحياة. يمكنهم على سبيل المثال إعداد دروسه المدرسيّة، ترتيب غرفته أو التحدّث مع المدرس بدلا منه. هم لا يستطيعون ولن يستطيعوا مساعدته في علاقته مع شريك حياته في المستقبل، ولن يحلوا محله في العلاقات الاجتماعيّة ولا حل المعضلات في مكان عمله.
من المفروض أن يكون المنزل مكانا للإعداد للحياة
يبدأ الأطفال حياتهم من منطلق الاعتماد المطلق لكن بمرور السنين تدفعهم الحاجة التنمويّة نحو الاستقلاليّة والانفصال عن الأهل. لذلك، واجبكم كأهل هو إعداد الطفل للحياة بدونكم. يتم بناء الصورة الذاتيّة للطفل من خلال ما يفعلونه "هم" وليس من خلال ما يفعل الآخرون من أجلهم! هذا الأمر صحيح بالنسبة للأطفال وهو صحيح بالتأكيد بالنسبة للمراهقين.
إذن كيف نتخلّص من التدليل؟
كيف نساعد المراهقين المدللين على أن يصبحوا أكثر استقلاليّة، وأن يعملوا من أجل أنفسهم وأن يخرجوا من دائرة أنفسهم ليروا أشخاصا غير أنفسهم؟ اختاروا أفضل إجابة تصف كيف كنتم ستتصرفون وكيف كان رد فعل الأهالي الآخرين.
حتى عندما يكون الدافع التلقائي هي "التدليل التدليل التدليل"، تذكروا أن هذا يضر بطفلكم بشكل كبير. ما هو الأفضل فعله- إليكم قائمة نصائح ثمينة:
- غيروا الأسلوب – يخطئ الأهل الذين يعتقدون أن دلال فترة الطفولة لن يؤثّر على تجارب الطفل كشخص بالغ.
- حاولوا أن تفهموا أطفالكم – الأطفال المدلّلون هم أطفال حزينون. يستجيبون بفرح فقط عندما يكونون بوضع الأخذ، وعندما لا يحدث هذا فهم يشعرون بالإحباط والغضب.
- افهموا دوركم في المعادلة- وظيفة الوالدين هي منح الحب، لكن ليس التدليل بطريقة تجعل الطفل يتصرّف مثل "المعاق" الذي يعتمد على نعمة الآخرين.
- ابنوا أطفالكم – يتم بناء الصورة الذاتيّة للأطفال من خلال ما يفعلونه "هم" وليس ما يفعل الآخرون من أجلهم! هذا صحيح بالنسبة للأطفال، وهو صحيح بالتأكيد بالنسبة للمراهقين.
- اجعلوهم يواجهون الصعاب اليوم حتى يسهل عليهم في الغد – كل ما لم يتعلّمه الطفل وهو في سن صغيرة، سيكون من الصعب القيام به في سن أكبر.
- كونوا مدرّبين للحظة – لا يحتاج المراهقون منا إلى تمهيد الطريق لهم، بل يجب تدريبهم وتعزيز قدراتهم على السير فيه بأنفسهم.
- دعوهم يفعلون – من المهم أن يعرف الأطفال عمل الأشياء التي تعرفونها بالفعل بأنفسهم ودون مساعدتكم.
- تذكّروا المعادلة- حيث يوجد أهالي "يرتبون الأمور" عادة ما يكون هناك أطفال كسالى. لم يولدوا هكذا، لكننا بدافع الحب وحسن النيّة عوّدناهم أن يكونوا هكذا.
- لم يفت أوان التغيير – إذا غيّرت الأسلوب، سيتعلّم الأطفال وسيتغيّرون أيضا.
- دعوهم يخطئون – الصعوبات والفشل هي الأماكن التي ينمو من داخلها أبناؤنا المراهقون.
في الختام، ما يحتاجه الأطفال منّا هو مساعدتهم على النمو والاستقلاليّة وتحمّل المسؤوليّة والقدرة على عيش الحياة بكل معانيها بقواهم الذاتيّة. فقط اسمحوا لهم القيام بما يمكنهم فعله بأنفسهم. بعد ذاك، ومن حين لآخر، عندما ترغبون في التدليل – بكل سرور.
عدي هرپاز مدربة وموجّهة آباء واستشاريّة عائلة متخصصة