أطفال أصحاء في الشتاء

مرض الأولاد في الشتاء هو أمر واقع تقريباً، ولكن الحقيقة أن هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها لمنع أمراض الشتاء، أو على الأقل التخلص منها بشكل أسرع.

باختصار

01

يشاركنا د. غيورا غوتسمان اكتشافاً مهماً: "لا يوجد ما يثبت بشكل مطلق بأن البرد يسبب الأمراض"...

02

اذا لماذا نمرض أكثر في الشتاء؟ هناك فيروسات تنتشر في درجات الحرارة المنخفضة. وفي الشتاء تتم معظم الأنشطة في اماكن مغلقة لذلك يكون هناك احتمال أكبر للعدوى.

03

اذا ماذا نفعل؟ د. غوتسمان يقترح بعض القواعد المهمة، من بينها: على الأولاد المرضى أن يبقوا في البيت.

ما هي أمراض الشتاء الشائعة لدى الصغار (مشاكل في المجاري التنفسية والإسهال)، كيف يتم منعها (غسل اليدين، التهوية، التطعيمات)، هل سننجح بتخليصكم من بعض الاعتقادات القديمة؟ (نعم، يمكنم الخروج بشعر مبلول). د. غوتسمان، أخصائية الأمراض المعدية لدى الصغار، تتحدث عما ينبغي عليكم كأهل أن تعرفوه وتقوموا به.

هل تعرفون اولئك الصغار الذين يصابون بالرشح طوال الشتاء؟ يمكنكم تجنب هذا الأمر.. د. غيورا غوتسمان، أخصائية الأمراض المعدية لدى الصغار في مستشفى مئير في كفار سابا، تعرفنا على امراض الشتاء المنتشرة لدى الأطفال وتقدم بعض النصائح الذهبية العملية لمنع وتخفيف انتقال العدوى بين الصغار.

"تقسم أمراض الشتاء لدى الصغار إلى مجموعتين شائعتين"، تفصل الدكتورة غوتسمان، "تنجم اغلب الأمراض عن فيروسات في المجاري التنفسية، مثل الانفلونزا والتهاب الشعب الهوائية. وتنجم الأمراض الأخرى في الغالب عن فيروسات في الجهاز الهضمي والتي تسبب الإسهال". (انظر الإطار).

هل صحيح ان الصغار يمرضون أكثر عندما يخرجون في الهواء البارد في الشتاء؟

"الصغار في سيبيريا لا يمرضون أكثر من الصغار في تل أبيب. لا يوجد إثبات مطلق على أن البرد يسبب الأمراض. مع هذا، هناك فيروسات معينة تنتشر في درجات الحرارة المنخفضة. الأولاد يمرضون في الشتاء أكثر من الكبار لأنهم يتعرضون لفيروسات لم يتعرضوا لها في السابق، بينما أصيب بها الكبار من قبل وتطورت لديهم مناعة ضدها. كذلك، فالجهاز المناعي لديهم اقل نضجاً لمواجهة الفيروسات المختلفة في هذا الفصل. نفس الفيروس الذي سيهاجم الكبير ذو الجهاز المناعي المتطور سيظهر على شكل إسهال خفيف او برد، بينما يمكن ان يسبب مرضاً معقداً أكثر حتى مرحلة الترقيد في المستشفى إذا هاجم طفلاً صغيراً.".

لماذا تنتشر العدوى أكثر في الشتاء؟

"تتم معظم الأنشطة في الشتاء في أماكن مغلقة. الازدحام في المدارس والروضات يسبب انتقال العدوى وانتشار الأمراض كما النار في الهشيم. تنتقل أغلب أنواع العدوى عبر الملامسة، وعبر الإفرازات الموجودة على اليدين، والرذاذ الخفيف الذي ينتشر خلال التنفس او السعال. الأطفال المرضى يلمسون أغراضاً تتنقل من يد إلى أخرى فينقلون العدوى إلى الآخرين. حتى داخل العائلة نفسها، تنتقل العدوى بين أفراد الأسرة. فالأب الذي يعتني بعدة أولاد وأحدهم مريض ينقل في الواقع العدوى إلى الآخرين."

الحل السحري: الوقاية

الأسلوب الافضل للمحافظة على صحة ابنائكم، بحسب الدكتورة غوتسمان، هو ببساطة منع انتقال العدوى الأولى. "أنا أؤمن ان تعليم قواعد النظافة الشخصية والبيئية ورفع وعيهم بهذا الموضوع يمكنه ان يمنع انتقال الفيروسات وانتشار الأمراض بين الصغار. يجب أن نأخذ في الحسبان، انه في الحياة اليومية ليس كل ما ننصح به يمكن ان ينفذ، مع هذا، فالمعرفة والمواظبة على هذه القواعد يمكنه ان يمنع على الاقل قسماً من الأمراض الموسمية."

وكيف يتم ذلك بالفعل؟

تقدم د. غوتسمان ببعض النصائح الهامة:

على الاولاد المرضى أن يبقوا في البيت – يفضل أن يبقى الصغير المريض في البيت خلال الأيام الأولى من انتشار المرض وعدم الذهاب إلى الروضة أو المدرسة.

تهوية الأماكن المغلقة – يجب تهوية الأماكن المغلقة. ولمن يعتقد بأن المركز التجاري هو مركز لانتشار الأمراض، تقول الدكتور غوتسمان: في المراكز التجارية يوجد احتمال أقل لانتقال الأمراض لأنها واسعة ويتم تهويتها بشكل جيد."

استنشاق الهواء النقي – لا ينبغي فقط تهوية الغرف، المرضى أنفسهم أيضاً يجب أن يخرجوا في الهواء الطلق.

النظافة الشخصية والبيئية – غسل اليدين يمنع انتقال الفيروسات. على الصغار، الأهل، معلمات الروضة، المعلمين وطاقم رعاية الأطفال الالتزام بغسل اليدين بعد لمس الصغار المرضى حتى لو كان مرضهم خفيفاً مثل السعال، البرد دون حمى. كذلك، يجب تنظيف الأرضيات الملوثة والأغراض التي تنتقل بين الصغار او بين أفراد العائلة، سواء عبر غسلها بالماء والصابون أو بواسطة مستحضرات التعقيم، والتي تحتوي على الكلوركسيدين أو الكحول.

التطعيمات – ينصح كثيراً بتطعيم الصغار بالمطاعيم الموسمية مثل الانفلونزا، والتطعيمات الدورية مثل السعال الديكي الذي يقدم في صندوق المرضى. فائدة معظم التطعيمات تفوق بعشرات المرات المخاطر التي قد تحتويها.

وأمر أخير للأمهات اللواتي يقلقن كثيراً...

اذا كنتم من الأمهات اللواتي يرفضن خروج الصغار خلال البرد في فصل الشتاء، لاعتقادكن بأن هذا يسبب الرشح لأطفالكم الصغار، لدينا أخبار من أجلكن: لا داعي لهذا المنع.

د. غوتسمان: "كما ذكرنا، لا يوجد ما يثبت العلاقة بين البرد والإصابة بالأمراض، ومن هنا فلا مانع في أيام الشتاء من المشي حفاة، أو تناول البوظة، أو الخروج بشعر مبلول إلى الخارج أو السباحة في البحر. فهذه الاعتقادات هي تماما كأسطورة أن شوربة الدجاج والعسل للصغار فوق سن نصف سنة والبصل والثوم فعالة في علاج أمراض الشتاء. وأنه إن كان الأمر جيد للجدة فهو أيضاً جيد للطفل."

 تعرفوا على أمراض الشتاء المنتشرة بين الأطفال:

الانفلونزا:

خلفية: الانفلونزا – من الشائع خطأ استعمال هذا المصطلح (influenza) كوصف شامل للعدوى في المجاري التنفسية. تنجم الانفلونزا في الحقيقية عن فيروس الانفلونزا. وهي مرض أشد من الرشح العادي.

الأعراض: أعراض الانفلونزا تشبه أعراض امراض فيروسية أخرى، والفرق هو في شدة الأعراض – ارتفاع الحرارة، والذي يمكن أن يصل إلى 40 درجة لمدة أسبوع حتى عشرة أيام، يرافقها ألم في الرأس، آلام في العضلات، سعال ورشح حاد..

المضاعفات المحتملة: التهاب الرئتين، خصوصاً لدى الأطفال والكبار المصابون بأمراض مزمنة. قد تكون هناك حاجة للترقيد وقد يصل الأمر للوفاة لدى شرائح معينة من المصابين.

التشخيص: يتم تشخيص المرض على يد طبيب العائلة، وفي معظم الحالات لا يحتاج إلى فحص مخبري.

الوقاية: ينصح كثيراً بالحصول على التطعيم لجميع الفئات المهددة، يشمل ذلك جميع الصغار من سن 6 سنوات وحتى 18 سنة. وخصوصاً من هم تحت سن سنتين وكبار السن.

التهاب القصبات الهوائية:

خلفية: التهاب القصبات الهوائية (RSV) هو المرض الأصعب الذي قد يصيب الأطفال الصغار وهو يتسبب بالتهاب في المجاري التنفسية الصغيرة.

 الأعراض: تقلص وضمور الشعب الهوائية وقصر النفس (تنفس سريع وسطحي) يرافقه الكثير من الإفرازات.

 مضاعفات محتملة: ينتشر الفيروس لدى الأطفال تحت سن سنة، إصابتهم بالمرض هو امر خطير وصعب وقد يصل حتى الترقيد في المستشفى نتيجة صعوبات في التنفس.

 التشخيص: فحوص للمخاط في المختبر.

 الوقاية: يتوفر تطعيم عالي التكلفة يعطى مرة في الشهر للأشخاص الأكثر عرضة. قسم من الصغار يصابون بالمرض بشكل أخف، مما يمنحهم مناعة طبيعية في المستقبل.

"الانفلونزا الخفيفة" البرد او الرشح:

خلفية: يدور الحديث عن عدد من الفيروسات الشائعة، والتي تعرف بـ"الانفلونزا الخفيفة" للتسهيل، ولكنه في الحقيقة مرض اخف بكثير من الانفلونزا. أكثر هذه الفيروسات شيوعاً هما الفيروس الأنفي (رينو فيروس) والفيروس الغداني (ادنو فيروس).

 الأعراض: يسبب رينو فيروس الرشح والسعال مع او بدون حمى. الادنو فيروس يسبب مرضاً شديداً يتميز بالرشح، ارتفاع الحرارة، التهاب العيون، السعال وأحياناً الإسهال.

 المضاعفات المحتملة: يظهر كلا الفيروسان لدى الأطفال الصغار. في معظم الحالات لا تكون هناك حاجة للتوجه إلى العيادة من أجل الحصول على العلاج الطبي.

 التشخيص: هذا المرض شائع ومتكرر، ويمكن أن يصاب به الأولاد الصغار عدة مرات خلال الموسم.

الوقاية: المحافظة على النظافة الشخصية والبيئية.

اسهال روتا فيروس:

خلفية: الفيروس العجلي (روتا فيروس) هو الفيروس الأكثر شيوعاً ويسبب إسهالاً لدى الصغار. قبل إدخال التطعيم في برنامج التطعيمات، كل صغير تقريباً حتى سن سنة ونصف أصيب به مرة واحدة على الأقل. يجدر الإشارة إلى أن هناك فيروسات أخرى تسبب الإسهال.

الأعراض: حمى، مغص، إسهال وتقيؤ، كما يمكن أن يسبب الجفاف. زمن الشفاء يتراوح بين 3-5 أيام.

 المضاعفات المحتملة: في حالات الجفاف يجب الحصول على سوائل وأملاح عبر الوريد. في الغالب يتم ذلك خلال الترقيد في المستشفى.

التشخيص: فحص خروج بحثاً عن الفيروسات والبكتيريا ولكنه غير ضروري في معظم الحالات.

الوقاية: يمكن الحصول على علاج وقائي للجفاف المحتمل في البيت عبر تقديم محاليل خاصة تحتوي على أملاح وسكر. يتم حالياً العمل على تطوير مطعوم ملائم. من أجل منع العدوى، يجب الالتزام بغسل اليدين. اذا تم البدء باستعمال تطعيم الروتا فيروس، سيقل انتشار المرض لدى الصغار المطعمين بشكل كبير.