كيف نعرف إن كان الطفل يعاني من ضعف في التعليم او من اضطرابات في الاصغاء والتركيز؟

ما هي الاعراض التي يجب ان تلفت انتباهنا، كيف يتم اختيار الفحوصات المطلوبة، كيف نعالج الأمر ولماذا من المهم أن يكون الأهل متيقظون للأمر؟ خرجنا لنفحص الأمر.

​مساء الجمعة، تقومون بشراء حاجياتكم من السوبرماركت. هناك الكثير من الناس. وابنكم فقط يفقد صبره ويفترش الارض ويبدأ بالصراخ. الكثير منكم بالتأكيد مروا بهذه التجربة، أو بتجربة مشابهة لا تقل إحباطاً، فالأهل لا تنقصكم مثل هذه التجارب.

الصغار يبقون صغاراً: يفقدون اهتمامهم بسرعة وليس لديهم صبر على كثير من الامور وخصوصاً الواجبات المنزلية، واحياناً يبكون ويتسببون بمشاكل في الروضة او المدرسة. ولكن لدى بعض من هؤلاء الصغار فالامر ليس مسألة عدم انضباط، بل هي أعراض تدل على مشاكل عصبية. كيف نميز بينها؟ الدكتورة مالي دنينو، مديرة جمعية "نيتسان" لتطوير الاطفال والمراهقين والكبار الذي يعانون من صعوبات في التعلم والتكيف والاداء، تشير إلى بعض الاشارات التي يمكنها ان تدل على وجود مشكلة لدى الصغار:

1. الاولاد الذين يردون بقوة كبير، يندفعون بسهولة ويبكون كثيراً.

2. التلعثم – الاولاد الذين يسقطون، يصنعون الفوضى ويلوثون انفسهم كثيراً.

3. صعوبة في النوم بسبب الطاقة الزائدة وصعوبة في الاستيقاظ صباحاً

4. الميل لنسيان الاشياء والفوضى

. مشاكل في تنظيم الاحساسيس، مثلاً الاولاد الذين تضايقهم الملابس أو الذين لا يحتملون سماع الضجيج المرتفع، مثل الالعاب النارية

6. البحث عن ما يثير مشاعرهم والميل إلى التهور

7. قلة الهدوء والراحة، فرط النشاط والقفز

8. صعوبة التركيز في الامور التي لا تهمهم، خصوصاً في المدرسة.

تشدد الدكتورة دنينو على انه حتى لو كان الصغير يركز أحيانا ولوقت طويل، فهذا لا يعني بأنه لا يعاني من مشاكل في الاصغاء والتركيز: "عندما يكون هناك ما يثيرة بقوة، مثل لعبة حاسوب او تلفزيون، يمكنه ان يركز كثيراً. الامر مربك، لأن الاهل يعتقدون بأن هذا يعني عدم وجود مشكلة في الاصغاء، ولكن الحقيقة هي ان الصغير يركز اكثر مما يجب حتى يصعب عليه التنبه للأمور الاخرى التي تدور من حوله – وهذه اشارة أخرى على وجود اضطرابات في الاصغاء".

ما الفرق بين الاولاد والبنات؟

"تظهر المشاكل عندهم بشكل مختلف. بشكل عام، الاولاد مفرطو النشاط اكثر ويميلون لاضطرابات السلوك، بينما البنات حالمات أكثر، ولذلك نحتاج وقتاً اطول لملاحظة المشاكل لديهن".

لماذا من المهم التعرف على هذه الصعوبات في سن مبكرة؟

"وعي الاهل بالأمر مهم جداً، إذ من المهم التمييز بين الصغير الذي يحتاج لوضع حدود وبين الصغار الذين يعانون من مشاكل عصبية. هم لا يعاندون، بل هم صغار يحتاجون عناقاً وتهدئة، لانهم يرون العالم فوضوياً ومليئاً بالمثيرات. تصرفاتهم تقابلها ردود سلبية من بيئتهم، ولكنهم بحاجة لمن يحتويهم ويفهمهم بأن كل شيء على ما يرام".

متى ينبغي التوجه للتشخيص؟

"في معظم الحالات، ننصح بعدم إجراء التشخيص قبل سن الدخول إلى المدرسة، لأن الفوضى في الروضة هي أمر طبيعي، فلا تظهر هذه المشاكل بشكل واضح. ولكن هناك حالات شاذة بالطبع، مثل الصغير الذي يعاني صعوبات حادة في النوم او انفجارات غضب حادة، عندها يمكن التوجه للتشخيص حتى من سن 3-4 سنوات".

"على أي حال، قبل التوجه للتشخيص، يجب ملاحظة المشكلة من أكثر من مصدر واحد"، تقول الدكتورة دنينو. "مثلاً، في المدرسة والمنزل، او المدرسة ومع الأصدقاء. اذا كان الامر من مصدر واحد فقط – فربما كانت مشكلة محدودة."

كيف نختار نوع التشخيص؟

"نحن نستمع إلى الاهل وإلى المدرسة حول المشاكل التي يعاني منها الصغير، وهكذا نقرر أسلوب التشخيص المطلوب. بشكل عام نبدأ بتشخيص اضطرابات الاصغاء، تم نفحص وجود مشاكل في التعلم، لأنها تميل لأن تحدث معاً. نفحص قدرات التعلم بواسطة التشخيص التربوي، والذي يقيم من بين امور أخرى القدرة على اكتساب اللغة، وهو أمر يؤثر كثيراً على سلوك الصغير في الصف. كما نجري أحياناً اختباراً نفسياً لتقييم المشاكل الشعورية ومستوى الذكاء، او تشخيص تربوي نفسي يدمج بين النوعين".

كيف نتعرف على هذه الصعوبات؟

تقترح د. دنينو أنواع مختلفة من العلاجات البديلة التي يجدر تجربتها في جيل مبكر:

- الفعاليات الرياضية (مثل السباحة أو الجودو)، والتي تساعد على التنظيم بشكل أفضل.

- علاج مع الحيوانات (مثل ركوب الخيل) والذي يساعد في التعرف على المشاعر.

- العلاج بالفنون

- علاجات جماعية تشجع تطور القدرات الاجتماعية لدى الصغار

- مساقات مختلفة

- علاج نفسي

في السن المبكر، يركز معظم العلاج على ارشاد الاهل. من المهم ان نكون متيقظين للصغير ونختار معه ما يناسبه، ومن المهم ايضاً التأكد بأن المعالج مؤهل"، كما توضح الدكتورة دنينو. "اذا كانت المشكلة معقدة يمكن التوجه إلى طبيب نفسي وتجربة العلاج الدوائي، ولكن ذلك أمر نادر".

"في النهاية، لتدخل الأهل أهمية بالغة"، توضح الدكتورة دنينو. "عندما يحتوي الأهل صغيرهم، يكون من الأسهل التعامل مع هذه الحالات وإكساب الصغير مهارات اجتماعية. بدون الدعم والارشاد، يمكن أن يظلوا متأخرين، حتى لو كانوا أذكياء وموهوبين وحتى عباقرة. ينبغي فقط صقل قدراتهم".

إمكانية الوصول