محتوى الصفحة
دورين روتنشترايخ روبين
اجريت عملية تكبير للصدر قبل ثلاث سنوات، في سن 52، بعد سنوات اقتنعت فيها بمظهر لم أكن راضية عنه. اليوم أنا أعرف بانه كان من أفضل القرارات التي اتخذتها، والحقيقة أنني لا اشعر أبداً بأنني أجريت عملية جراحية، أشعر بأنني كنت بهذا الشكل دائماً.
منذ طفولتي، طالما كانت ثقتي بنفسي متندية. ترعرعت في سيبيريا وكنت مختلفة، حيث كنت يهودية في مجتمع من المسيحيين، كما انني كنت ممتلئة الجسم. اليوم عندما أرى صورا لنفسي من تلك الفترة، افهم بأن الامر لم يكن بهذا السوء؛ ولكن في تلك الفترة، كنت مختلفة، وليس بشكل إيجابي. ثقتي بنفسي كانت في الحضيض. في مرحلة معينة، قررت أن أقوم بتغيير داخلي وخارجي كي اندمج مع الاخرين. الى جانب التغذية الصحية والرياضة، بحثت عن عمل شخصي يدفعني إلى قبول نفسي بدل انتقادها. بعد فترة من الزمن، وللمرة الأولى في حياتي، شعرت بأنني أمتلك الثقة وأنني أحب نفسي اكثر.
من هنا كنت واثقة بأنني على الطريق الصحيح إلى الأمام. بدأت بالتقدم في عملي، وجدت زوجاً وتزوجت، وقد اصبحت أماً. العمل في مكتب تدقيق حسابات اعطاني القوة والثقة وشعوراً بالانجاز الشخصي. ولكن مع الوقت، وببطء بدأ المظهر الخارجي بالتراجع. تكتشفين اشياء عن نفسك لم تعرفيها من قبل. مثلاً: هل احب عملي فعلاً؟ هل اخترت عملي عن رغبة أم عن حاجة؟ هل العمل في مكتب تدقيق حسابات هو المكان الذي تطلعت اليه ام هو مجرد مكان آمن ومريح؟ من السهل الآن أن انتقد واقيم نفسي. ولكن في تلك الأيام، هذه الافكار أرعبتني ودفعتي للانطواء على نفسي. في سن 40 تقريباً، وبعد 8 سنوات من العمل في الشركة، صحوت فجأة. أنا لا أحب عملي. أنا لا أحب شكلي. فجأة نظرت في المرآة فتلاشت كل انجازاتي. لم انجح بتقبل الشكل الذي رأيته، خصوصاً صدري. من كانت أماً واختارت الارضاع يمكنها ان تفهم ما أقصد. ثلاث سنوات من الإرضاع تركت أثرها، ومع انني حاولت امام المرآة ان اقنع نفسي بأنني جميلة، ولكن عميقا بداخلي شعرت بالنقص، او بمعنى اصح – بالتنازل.
ومع ان هذا استغرق وقتاً، 10 سنوات ولكن شيئاً ما بداخلي استيقظ من جديد. يصعب جداً أن افسر ما هو، او اشرحه، كيف لإمرأة في سن 52 أن تقرر القيام بخطوة شجاعة – وتقوم باعادة تشغيل لحياتها. اتخذت قراراً بالاستقالة من عملي، نعم، بعد 20 سنة! وأن اتحول من موظفة إلى صاحبة عمل – وبدأت عملي الخاص. قضيت فترة بين التخيلات والأفكار حول امكانية ان اكون مستقلة، ان اكون صاحبة عمل حقيقة مسؤولة عن عملي وأن اتمكن من اتخاذ قراراتي بنفسي وأن أسيطر تماماً على حياتي. هذا الأمر اسعدني كثيراً. مع هذا، في كل مرة عدت فيها للنظر في المرآة، نقص الثقة كان يطغى علي مرة أخرى وينسيني كل شيء. لم استطع العيش هكذا، لم استطع التنفس هكذا.
كيف استقيل من عملي، وافتح عملاً، وانا لا اقدر على الوقوف امام المرآة بثقة؟ ما الذي يخيفني حقاً؟ حان الوقت، بعد سنوات قدمت فيها الجميع على نفسي، ان اعطي نفسي الاولوية. وعندها اتخذت أهم قرار في حياتي – إجراء الجراحة.
اذكر هذا جيداً: 24 نيسان كان يومي الاخير في المكتب، وبعدها بيوم 25 نيسان، كنت على طاولة العمليات. بالطبع كنت قلقة، تماماً كما كنت قلقة من ترك عملي المنتظم، ولكنني علمت انه القرار الصحيح في تلك اللحظة. بشكل عام، أفضل الاسف على شيء قمت به وليس على أمر لم أقم به، واذا كنت مقتنعة بقراري، كما شعرت في حينها، فعلي المواصلة فيه، حتى بوجود المخاطر.
اذكر اللحظة التي استيقطت فيها من العملية. كان نفس الشعور الذي مررت به بعد الولادة، وكأنني ولدت من جديد. بكيت من السعادة، مرت العملية بسهولة، وبعد نقاهة في المستشفى عدت إلى البيت في نفس اليوم دون ألم. طلب مني الاطباء أن استريح، ولكنني كنت سعيدة جداً بحياتي الجديدة التي بدأتها، فأخطأت ولم استرح بالمرة. انصحكم بشدة ان تصغوا إلى الاطباء: قلة الراحة اعادتني إلى المستشفى. ولحسن حظي كان العلاج مهنياً جداً فخرجت كما دخلت – دون قلق ومليئة بالثقة.
من ناحيتي كان هذا اثبات بأنني أحب نفسي، وأنني لست بحاجة للآخرين. فهمت بأن علي ان أقوم بأي شيء كي أحب نفسي، سواء أكان جراحة، خفض الوزن، التغيير الخارجي، الداخلي، المهني – او أي شيء آخر.
لا يوجد شعور يماثل شعور الثقة بالنفس، والفخر والسعادة حين النظر في المرآة. ومن هنا؟ لن اتقدم إلا إلى الامام!
ايلانا كسبوف هي مدربة ومستشارة تنظيمية، محاضرة في موضوع التمكين وتحقيق الذات والتغيير والتميز.