حتى يذهب الغضب – نوبات الغضب لدى الأطفال والرضّع

صراخ، بكاء، غضب وضرب – كيف تساعدون الطفل في نوبة الغضب والتخلّص من المشكلة دون أن تفقدوا أعصابكم؟

طفلكم اللطيف والرائع يقدّم عرضا مجانيا أمام زبائن بقالة الحيّ، يتمرّغ على أرض البقالة، يصرخ، يركل في كل الاتجاهات، ويقدّم ضدك لائحة التهام علنيّة ومخزية لأنك ترفض أن تشتري له قطعة الحلوى الأخيرة. وأنت؟ تزداد أكثر فأكثر بشعور العجز والعار. جميعنا مررنا بهذا الموقف، ونجحنا في البقاء كي نحكي لكم.

نوبات الغضب لدى الأطفال هي ظاهرة شائعة من جيل سنتين إلى خمس سنوات، وإذا لم يتمّ معالجتها بالشكل الملائم، فقد تستمر أيضا حتى سن أكبر. إذن ما الذي يمكن عمله؟ وما هو الأفضل عدم القيام به؟

بين الطباع الشخصيّة والظروف البيئيّة المليئة بالتحديات

من المهم التمييز بين شخصيات الأطفال المختلفة. يعاني الجميع من الإحباط، وجميعهم يواجهون صعوبة في بعض الأحيان، لكن لكل واحد منهم طباعه الخاصة. هناك من يسهل تهدئتهم من خلال عبطة أو كلمة لطيفة أو إلهاء. وهناك من يتسلقون شجرة عالية وعليك الآن أن تنزلهم عنها. المستهلكون أكثر هم الذين يصرخون أكثر. إنهم محاصرون بدائرة مغلقة مدمرة آخذة في الازدياد، حتى حدوث الانفجار الذي لا يمكن السيطرة عليه والذي قد يظهر على شكل نوبة غضب.

لكن ليست الطباع وحدها هي التي تقرّر. يواجه الأطفال في حياتهم اليومية العديد من التحديات التي قد تسبب لهم ضائقة عاطفيّة: الانتقال إلى إطار تربوي جديد، صعوبات اجتماعيّة وتعليميّة، جو غير مريح في البيت، وضع اقتصادي صعب- جميعها تفاقم لدى الطفل شعور الإحباط، وتسبب له صعوبة في التعامل مع المهام اليوميّة. لا يدرك الطفل دائما العلاقة بين الأحداث الخارجيّة وبين الأحاسيس الداخليّة. الإحباط والصعوبة التي تتراكم لدى الطفل قد تجد لها متنفسا في أحد الأيام على شكل ثورة غضب غير متوقّعة.

أن ترغب بشيء هذا أمر حسن. أن تركل ليس حسن بتاتا

من المهم أن نرغب بشيء. هذا الشيء يعزّز بالتأكيد ويحدّد الأهداف في الحياة. لا نرغب في القضاء على هذا الشيء في شخصية طفلنا، بل على العكس- من المهم جدا احترام هذا الأمر. في نفس الوقت، يتوجب علينا وضع حدود واضحة، لما وكم نحن على استعداد لتقديمه، بالإضافة إلى الطريقة المقبولة للتعبير عن رغبة الطفل. على الرغم من أنه لا يمكن تمرير هذه الرسالة إلى الطفل خلال نوبة الغضب (لأنه متعب عاطفيّا ولا يمكنه استيعاب أي توجيه نحو أدوات جديدة)، لكن من الضروريّ بعد هدوء الثورة، تمرير هذه الرسالة إليه. تذكروا أن وظيفتنا كأهل هي تزويدهم بالأدوات المهمة للحياة.

فكروا بهذا لحظة:

ما الذي يهيّج نوبات الغضب لدى الأطفال؟

اضغطوا واكتشفوا الإجابة!

يتعلّق الأمر في بعض الأحيان بصعوبة في التنظيم العاطفيّ، حيث يفشل الأطفال في تهدئة والسيطرة على المشاعر التي بداخلهم، بل وهم محاصرون داخل دائرة مغلقة مدمرة آخذة في الازدياد.

تشجّعوا، ليس فقط طفلكم: الدوافع العدوانيّة هي أمر فطري، بل هي مهمة لبقاء أي طفل على قيد الحياة.

الكل يبدأ من الولادة

يولد الأطفال مع دوافع عدوانيّة، تحركها احتياجاتهم الطبيعية وهم يرغبون في تحقيقها هنا والآن. هذا أمر جيد ومهم لبقائهم على قيد الحياة، لأنّهم بهذه الطريقة يحصلون من البيئة المحيطة على احتياجاتهم الأساسيّة لمواصلة البقاء والوجود. هم لا يملكون اللّغة بعد ولذلك عندما يشعرون بالضيق، أو الألم، أو الجوع، أو العطش، فإنّهم يعبّرون عن ذلك بالطريقة الوحيدة المألوفة لديهم- الصراخ ونوبات البكاء. 

كلما كبروا كلما زادت رغباتهم

كلما كبر الأطفال وأصبحوا أطفالا صغارا، تكبر معهم قائمة الرغبات التي يريدون تحقيقها. سواء كان ذلك قطعة حلوى، لعبة أو رحلة...لا نهاية للقائمة- فهذا حسن تماما. مع ذلك، فليس كل الرغبات يمكن تحقيقها وبالتالي تزداد لدى الأطفال حالات الإحباط. على الرغم من أنهم يبدأون في اكتساب اللّغة واستخدامها، إلا أنهم عندما يكونون محبطين جدا فإنّ اللغة لا تكفيهم دائما للتعبير عما يشعرون به. 

أعددنا لكم قائمة نقاط ستساعدكم في التعامل غير السهل مع نوبات غضب الأطفال.

هل تعرفون المزيد من الآباء الذين يواجهون التحدي؟ شاركوهم وساعدوهم على إعادة الجو الهادئ إلى المنزل.

  • لتكن ردة فعلكم سريعة وواضحة: أمسكوا بيدي الطفل بشكل حازم وانقلوا له رسالة قصيرة وصارمة: لهون وبس!
  • اعبطوا الطفل عبطة حازمة وامنعوا حركته- وجها لوجه أو من الخلف. خذوا نفسا عميقا خلال ذلك.
  • عليكم احتواء الإحباط الذي يشعر به طفلكم: تذكروا أنه يعاني من ضيق صعب عليه. كونوا متعاطفين مع هذه الصعوبة.
  • تجنبوا الأخذ والرد الكلاميّ: لن تساعد النقاشات والتفسيرات، لأن الطفل ليس في وضع استماع أصلا.
  • حافظوا على نغمة هادئة: يمكنكم بهذه الطريقة الحفاظ على الهدوء الداخليّ وحسن التفكير وتجنّب زيادة تعكير الجو.
  • حاولوا أن تفهموا لماذا يختار الطفل التصرّف بهذه الطريقة؟ هل بسبب صعوبات أم هي تلاعب؟ فهم الأمر مهم كأساس لحل المشكلة.
  • افتحوا مع الطفل حديثا موسعا وطويلا، وانتبهوا لما سيقول- بدون سطر أخير. محادثة تتيح لكم التعرّف والمشاركة والتنفيس.
  •  علموا الطفل التعرّف على اللحظات التي يزداد فيها الغضب وكيفية إدارة الغضب والتواصل بشكل صحيح.
  • أن ترغب بشيء، هذا أمر مهم، لكن أيضا طريقة التعبير عن الرغبات والإحباط عند عدم تحقيق الرغبات: بعد أن يهدأ، انقلوا للطفل هذه الرسالة.
  • امنحوا الطفل تعزيزات إيجابيّة عندما يتحسّن- حتى ولو ثار لكنه تعلّم تنظيم مشاعره بشكل أسرع من المعتاد.

في الختام، نوبات الغضب عند الأطفال هي ظاهرة شائعة، خاصة في السنوات الأولى. يمكنكم من خلال خطوات بسيطة ومتسقة البقاء في مكانكم داخل هذا الموقف، ومنح طفلكم الأدوات لإدارة الغضب والإحباط بطريقة صحيحة وصحيّة.

هيلا غليك - مستشارة والدين معتمدة حسب طريقة ميخال داليوت