نافذة على الصحة - حول فحوصات الالتراساوند خلال الحمل

في العالم الحديث الذي نعيش فيه تتوفر تقنيات متقدمة جداً لاجراء فحوصات الحمل. وأهمها فحص الالتراساوند – وهو فحص دقيق، غير اختراقي ومتوفر دائماً. إليك كل ما اردت معرفته عن فحوصات الالتراساوند.

​خلال الحمل تتوفر عدة فحوصات التراساوند

في جبل سيناء قيل: "وجميع الناس يرون الأصوات... (اسماء ك 14).

كيف يمكن رؤية الأصوات؟

الالتراساوند هو صوت عالي التردد لا يقدر الانسان على سماعه. على عكس الكائنات الحية الاخرى مثل الدولفينات والخفافيش، القادرة على سماع ترددات أعلى من الانسان، وبذلك يمكنها سماع الالتراساوند (في ترددات معنية).

في العصر الحديث الذي نعيش فيه تتوفر تقنيات متقدمة جداً لاجراء فحوصات الحمل.

احد اهم هذه الفحوصات هو فحص الالتراساوند – وهو فحص دقيق، غير اختراقي ومتوفر دائماً.

يعتمد فحص الالتراساوند على اطلاق موجات صوتية بترددات عالية لا تسمعها اذن الانسان. وبعد انعكاسها يتم تحويل هذه الامواج إلى صورة على الشاشة.

الفحص الأول في الاسابيع 7-8:

في الفحص الاول يتم تحديد موضع كيس الحمل، هل هو موجود في الرحم (ام لم تتم ملاحظته في الرحم)، عدد الأكياس في الرحم، قياس نبض قلب الجنين، تحديد حجم الجنين بدقة (من أجل تحديد عمر الحمل بشكل صحيح) واستبعاد امكانية الحمل غير السليم.

هناك تناسب جيد جداً بين عمر الحمل وبين حجم كيس الجنين، وخصوصاً بين عمر الحمل وطول الجنين. هذا المقياس يحدد عمر الحمل بدقة حتى 3-5 ± أيام، وبذلك فهو المقياس الأفضل لتحديد عمر الحمل.


في مرحلة لاحقة يتم إجراء فحص لشفافية مؤخرة العنق في الاسابيع 11-14 وهو فحص يستخدم لتقييم احتمال الاصابة بمتلازمة داون وذلك اعتماداً على قياس سمك مؤخرة عنق الجنين ومقارنة ذلك مع سن المرأة.

في الأسابيع 14-16 يتم اجراء فحص اعضاء مبكر وهو فحص تشريحي اولي لمعظم اعضاء الجنين. يتميز الفحص المبكر بقدرته على تشخيص التشوهات الخلقية لدى الجنين، وكذلك بعض المؤشرات الإضافية التي تؤكد وجود متلازمة داون او مشاكل كروموزومية أخرى.

في الأسابيع 21-24 يمكن اعادة اجراء الفحص في ضمن فحص الأعضاء المتأخر.

في الاسابيع 30-32 يتم اجراء التراساوند اضافي للتأكد من وضعية وشكل الجنين، ونشاطه ووتيرة نموه، وكمية ماء السلى وموقع المشيمة. بالطبع، يمكن اجراء فحص التراساوند اضافي في أي مرحلة من الحمل وفقاً للحاجة الطبية وتوصية طبيب النساء.

يسري في العروق، مباشرة إلى الرحم...

فحص الدوبلر الذي يقيس تدفق الدم في شرايين الرحم خلال الحمل، له أهمية كبيرة أيضاً لأنه الفحص الذي يقيس بطريقة غير اختراقية وغير مؤذية العمليات التي تحدث في الأوعية الدموية داخل الرحم خلال الحمل. يتدفق الدم إلى المشيمة بشكل نشط جداً نتيجة التوسع الفسيولوجي لهذه الأوعية الدموية. هذا التدفق يبداً بوتيرة 50 ملل في الدقيقة مباشرة بعد انغراس الحمل، ويصل إلى 500-750 ملل في الدقيقة مع اقتراب موعد الولادة. في حالات مثل تسمم الحمل واضطرابات تزويد الدم المشيمي، والتي تؤدي الى إعاقة نمو الجنين داخل الرحم، يمكن ملاحظة انخفاض في مستوى تدفق الدم، وكذلك قفزات في الفحص تشير إلى وجود مقاومة عالية لتدفق الدم في شرايين الرحم. هذه العمليات يمكن تشخيصها باستخدام فحص الدوبلر ابتداء من الأسبوع 11-14 من الحمل، قبل ظهور المشكلة الطبية بفترة كافية.

تدفق الدم في المشيمة وفي شرايين الجنين

المنطقة الأهم لعملية نقل الغذاء والاكسجين إلى الجنين والتخلص من مخلفاته عبر دورة دم الأم، هو منطقة اتصال بطانة الرحم والمشيمة وهو يدعى الفراغ بين الزغبي.

على جهة الأم من المشيمة يمكن عبر الدوبلر التعرف على شرايين الرحم كما وضحنا، وعلى جهة الجنين (الفراغ الزغبي) يمكن بواسطة الدوبلر التعرف على شرايين الحبل السري، والتي يتم فيها ايضا فحص التدفق خلال الأوضاع الطبيعية وفي حالات الطوارئ لدى الجنين.

في بعض الحالات المرضية، يتغير مستوى تزويد الدم الجنيني.

الدماغ، الغدة الكظرية والقلب يحصلون على كمية دم أكبر من الأعضاء الأخرى، والتي تصل اليها كمية دم أقل. هذه التغييرات يمكن قياسها بواسطة فحص الالتراساوند والدوبلر.

في حالات تأخر نمو الجنين يمكن بواسطة الالتراساوند ملاحظة التباطؤ أو التوقف في نمو محيط البطن الجنيني (نتيجة انخفاض تزويد الدم للكبد الجنيني)، وفي المقابل – يتواصل نمو الدماغ في الجنين (Brain sparing effect) حتى مرحلة التسبب بضرر شديد. في هذه المرحلة يتوقف أيضاً نمو الدماغ.

من أجل التعرف على هذه التغيرات مبكراً يمكن إجراء فحص لتدفق الدم لدى الجنين بواسطة دوبلر لشرايين الحبل السري، والشريان الأورطي، شرايين الكلى وشرايين العنق والدماغ. وقد تراكمت مؤخراً معلومات طبية جديدة حول سلوك أوعية الدم في الدماغ في الحالات المرضية، مثل تأخر النمو داخل الرحم وفقر الدم لدى الجنين.

بعدة أبعاد

تحويل موجات الصوت إلى صورة ثلاثية الأبعاد:

يجرى الفحص ثنائي الأبعاد وثلاثي الأبعاد باستخدام نفس الجهاز، ولكن ميزة الفحص ثلاثي الأبعاد هو إظهاره لتفاصيل أكثر من تلك التي يتم الحصول عليها في الفحص ثنائي الأبعاد، الأمر الذي يحول صورة الالتراساوند إلى صورة أكثر واقعية بالنسبة للأهل والأطباء على حد سواء. بالنسبة للأطباء هناك أهمية لتحويل المعطيات إلى صورة تظهر أعضاء الجنين المختلفة مثل: الوجه، الأطراف، الأعضاء التناسلية الخارجية. وقد أثبتت الأبحاث ان هذا النوع من الصور الحقيقية الملونة يخلق لدى كثير من الأهل المزيد من الترابط الشعوري مع الجنين (Bonding tool). إضافة لذلك، توثيق الفحص نفسه على قرص يسمح بإعادة استعماله عند الحاجة الطبية، كما يمكن تكرار مشاهدته مع العائلة لاسترجاع ذكريات ساحرة من فترة الحمل.